عن شيء اسمه الحب

احلى اكتب “عن شئ اسمة الحب”، عن شئ اسمة الحب

ان من احلى الكتب التي ممكن ان تقرأها و لاتنساها ابدا عن شئ اسمة الحب لادهم الشرقاوي

 

 

كتاب عن شيء اسمة الحب – ادهم الشرقاوي – ادهم شرقاوى كاتب شاب فلسطينى الجنسية، متزوج و له من الأبناء و لد و ثلاثه بنات. يعيش فلبنان. حاصل علي دبلوم دار معلمين من الأونيسكو، دبلوم تربيه رياضيه من الأونيسكو، اجازه فالأدب العربى من الجامعه اللبنانيه فبيروت ، ما جستير فالأدب العربي. ينشر كتاباتة تحت اسم مستعار الا و هو ” قس بن ساعده “. من مؤلفاته: – كش ملك – خربشات خارجه عن القانون – حديث الصباح – عن شيء اسمة الحب – تأملات قصيره جدا جدا – نبض

 

كان عاما من الموت اليومي اشتياقا ..

وكان صوتها يوقف هذا الموت , و لكنة حين ينقطع يرجع الشوق ضاريا كما كان ..

كان صوتها زقزقتة المفضلة , ,حين تهمس له : كم اشتقت اليك , تصبح المسافه الفاصلة بينهما صفرا ..

أهنالك صوت قادر علي اختزال المسافات حقا ؟! … صوتها كان يفعل … و كان قادرا علي استعبادة … احقا هنالك صوت له رائحه ؟ … تجمع العلوم ان الأصوات كالماء لا طعم ، و لا لون ، و لا رائحه … اذا لماذا كانت الغرفة تختنق برائحة الياسمين حين تنطق بكلمتها الأولي المعهوده : كم هى موحشة الأيام بدونك

وكان صوتة يفترسها تماما , و كانت تحب ان تكون فريسة صوتة ، فحين يأتى تشعر بأن انوثتها المؤجلة حان و قت انطلاقها … اهنالك صوت قادر علي اخراج انوثة امرأة من قعر زجاجه ؟! … صوتة كان يفعل … و كانت اجاباتة تحرقها رويدا رويدا كعود بخور فحفلة ذكر صوفي ليس بحاجة الا الي شرارة ليحصل علي شرعية الشذي ، و لقد كان صوتة شرارتها

– كيف حالك ؟ كانت تقول له


– لم اشفي منك بعد


– اي كتاب تقرأ

– عينيك

كان يعذبها بذكاء و كانت هى امرأه ما زوكيه تعشق تعذيب الذات و الآخر فتسأله

– كم صفحة قرأت


– ما زلت فالصفحة الأولى


– و متي ستنتقل الي الصفحة الثانية


– حين اعرف اسماء الغرقي هنا قبلي


– انت غريقى المفضل

حينها كان يشعر برغبة بوذية مجنونة بإضرام النار بكل رجال الأرض فكل من اشتهاها و لو بدون علمها لا يستحق ان يحيا

هذا ما كانت تفعله الأصوات علي امتداد عام مجنون لم يكن يسترد رشدة الا حين تتعانق الحناجر العطشي التي كانت تزداد عطشا كلما شربت من قدح البوح … و كان يقول لها احبك كى يتخلص من صدي خطواتها التي تعمل علي و قعها جميع اعضائة … و لكنة كلما قال كشر الصدي عن اسنانة ، و غرزها عميقا فلحم ذاكرتة ، اي حب مجنون ذلك الذي لا تقولة الكلمات

وكانت تقول له احبك كى تتخلص من مخاض الحب الذي اصابها يوم قسمتها عيناه الي اربع قطع ! قطعه تتمني لو ان الدنيا كلها لون عينيه … و قطعه تسترجع طعم يده حين كانت تتعانق اليدان فيما يخيل للحضور انها لم تكن غير مصافحه عابرة … و قطعه ثالثه تقرأ كل كلماتة المجنونة التي كان يكتبها حين يظهر لتوة من حمي دقيقتين قضاهما فعينيها … و لم تكن تعرف هل كل النساء مثلها ام انها المرأه الوحيدة التي تعشق عبارات و لدت و ما تت فعينيها … و قطعة رابعة تقسم له انها تحبة اكثر من كل القطع الباقية !

كانت احلي لحظات عمرة حين يرجع احدث الليل الي غرفتة و يظهر صورتها من بين الورود التي جففها فدفاترة … لقد كانت و رودها التي اهدتة اياها علي مدي لقاءات متقطعة … اي امرأة كانت تلك التي يحضر الورد اذ تحضر! و كان يحفظ تاريخ كل و ردة … لونها … شذاها … و الكلام الذي قيل فحضرة كل و ردة يعرفة فقد فصل ذاكرتة علي مقياس همسها !

كان يؤمن ان العبارات لا بد لها من و حي لتنطلق ، و أن الوحى لا يسكن الا فعيون امرأة خارقة الجمال مثلها … فكان يمسك قلمة و يسلم نفسة للوحي القادم من عينيها و ببركات الكحل كان يكتب لها و عنها !

ولقد كانت حبلي بة … كانت متخمة بصدي صوتة …برائحتة …بذكرياتة … بكل العبارات التي قالها و التي لم يقلها … و بقبل ما تت قبل ان تولد…ما احلى القبل التي تموت… انها لا تندمل … انها تنبعث عند اول قطرة مطر اتية من غيم لا منتظر … القبل التي يخيل انها ما تت هي التي ما تلبث ان تستشرس و تبتلع الآخر بهمجية ثقب اسود لا يشبع !

وكانت احلي لحظات عمرها ان تقرا له … و بعد ان تقرأ للمرة الألف و تغسل العبارات بدموعها كانت تشم رائحة اصابعه التي كانت تهتدى اليها بكل حواسها فقد كانت رائحة يستحيل ان تخنقها رائحة الحبر ! كانت كلماته جيشا همجيا مدججا بالورد و الندي و كان قلبها مساحة مفتوحة للغزو دون مقاومة و كان يعرف كيف يجتاحها جيدا …

قبل عينيها يظن ان اشهي ما ممكن تذوقه صباحا هو فنجان قهوة ، و لكن الساعة السابعة و النصف من هذا اليوم غيرت قناعاته ، و خربت عليه ذوقه ، و صار كل نهار لا يبدأ برشفة تأمل ففنجان عينيها هو نهار كئيب … لقد انساة جمال عينيها تقاليد صباحاته السابقة … لم يعد لفنجان قهوته تقاليده و طقوسه السابقة ! حتي حين كان يعد قهوته كان يضيف القهوة الي الماء المغلي بجنون علي قهوته تصبح سوداء كلون عينيها … و حين كان يجلس ليرتشفها كان يبحث عنها ففنجانه … بعدها يظهر كالمجنون اليها لتبارك صباحه … كان كل شيء فداخله يقول ان حياته بعد السابعة و النصف لن تعود كما كانت قبلها و لقد صدقت نبوءتة …

وكان يتعمد ان ينسي اشياءه عندها لأنه كان بحاجة الي ذريعة ما ليرجع … و لم يكن قبلها يعرف ان القتيل يعشق و جه قاتله حتي الثمالة … و أن بعض القتلي اغبياء مثله و أنهم بحاجة الي ان يموتوا الف مرة كي يقتنعوا بأنهم ما توا !


لهذا كان يختلق ذريعة ما … يتحايل علي تأشيرة عودة اليها … تماما كما كان يتكاسل ليوناردوا دافنشى فانهاء الموناليزا كي يعود اليها كل صباح لأنه لم يكن يجد اشهي من موته الصباحي فعينيها


ولقد نسي مرة ان ينسي اشياءه عندها فسألته

– ما ذا نسيت هذي المرة


– نسيت قلبي


ومضي ….

فكر ان لا يعود اليها … ان يسامحها بالجزء الآخر من قلبه … الجزء الذي كان يجره اليها و يلقيه فنار عينيها بلذة فراشة تلقى بنفسها فو هج المصباح فتستعذب حريقها ، و تستمتع بالرماد المتطاير منها … ذلك الجزء لم يعد يريده ! يكفيه الجزء الآخر الأحمق الذي ينبض باستمرار فيجبر الخلايا الأخري علي الحياة كي يفكر فيها ! و لكنه حين استسلم للرقاد هو تلك الليلة رآها علي الضفة الأخري من الحلم … قال لها كل العبارات التي تمني ان يقولها لها ذات يقظة و لكنها كانت تختنق فحنجرته … و قرأ فعينيها شعرا …

وحين استيقظ صباحا حاول ان ينام مرة اخري طمعا فان يكمل قصيدة قطعها عليه هذا الملعون الذي يسمونة منبها … اكان يحتاج الي منبه حقا ؟ ان كل خلية فجسده كانت ستوقظه كي يذهب اليها ! اذا لماذا تحامق و وثق بعقارب بلهاء لا تكف عن الحركة !؟

أعد قهوته بتأن رغم ان قلبه كان يجذبه من ياقة قميصه كي يذهب اليها ! و كان كلما اضاف البن الي الماء استرجع شيئا من العبارات التي قتلتها يقظة جاءت فاللحظة الخطا !

شرب قهوته و هو يطالع مفكرته و ينتظر منها ان تفكره بما يجب ان يفعله ذلك النهار ، و لكن المفكرات تنسي كذلك ، فكل ما كان فالصفحة عينيها … اسود قاتم ، و من بين عتمة مكدسة فوق عتمة كان الوحي يظهر و يقول له : اكتب حبيبى الى ….

أغلق مفكرته و نسي ان يشرب نص فنجان القهوة الذي مل من الانتظار و برد … اغلق الباب برفق علي غير عادته و مشي اليها بجنون علي عادته.


قال لها : صباح الخير و لا يعرف من اي جزء من قلبه خرجت ! من الجزء الذي لديه ام من الجزء الذي لديها ! و لكنها كانت تعرف بحس الانثي حين يهاجمها الحب انها خرجت من الجزء الذي بين يديها … من و هج المصباح

كيف حالك ؟ سألته

ما زلت تسألينى كيف انت . لقد تهاويت قطعة قطعة فلم يبق منى الا انت.

حاولت ان لا تنظر فعينية فآخر ما كان ينقصها انكسار صباحي و لكن كلمه خرجت منه خرقت جدار الصمت:

أحبك

أخيرا قالها … و أخيرا خرجت تلك الكلمة المجنونة التي لا تقول شيئا مما نحسة ولكن الحمقي الذين قبلنا استعملوها فقالها و تبا لها من كلمة … هو اكثر من يحبها … يعشقها … و مضى

أرادت ان تلحق فيه … ان تنادي عليه … ان تقول له ايها المجنون خذنى اليك … و لكنها كانت فتلك اللحظة كعصفور ذبيح صادروا منه صوتة و لكن حد السكين و دماءه النازفة لم تمنع جناحيه من التحليق عاليا !

تسمرت مكانها حيث اختلطت الدماء فلم يعد احد يعرف من ذبح من !

ومنذ تلك اللحظة اصيبت بمرض الافتقاد فقد كانت تفتقده حتي حين تنظر اليه … كالمجنونة بحثت عن شيء تعمد نسيانه … كانت و اثقة من انه سينسي شيئا هذة المرة لأنها كانت تعرف انه خلع ذاكرته عندها فاول نظرة عن قرب … بعض عيون النساء قادرة علي خلع ذاكرة رجل من مكانها … علي شطب اسماء النساء اللواتى مررن قبلها … علي تجريده من كل تاريخه العشقي و القائه اميا مكسورا كبقايا السفن الغرقي عند شاطىء اعتاد بحره علي ابتلاع السفن و لقد كانت بعينيها السوداوين منهم !


لقد نسي دفتره !


هل نسيه حقا ام تناساه

لم تكن تهتم فكل ما كان يعنيها انه سيعود اليها … سيسمعها تلك الكلمة مرة اخري … و هذة المرة لن تقف مكتوفة العواطف … ستقول له بأن عينية ليستا اكثر شفقة من عينيها … و انها ذائبة فيهما كما الملح فما ء البحر … لقد ضاع الحد الفاصل بين الماء و الملح … اين يبدأ الماء ؟ اين ينتهى الملح ؟ لا احد يعرف … و لا احد يهتم بان يعرف …. الكل يهتم بالتركيبة العجيبة البحر و لقد كانت غريقته

وقررت الغريقة ان تبلع من ما ء البحر اكثر … قررت ان تقرأ الدفتر المنسي و منذ تلك اللحظة اصيبت بمرض حروفه … لا شيء اشهي من ان تقرأ امراة عبارات كتبت لها و حدها … عبارات خرجت من مخاض عينيها !

تمددت علي سريرها و بيد راعشة لمست الدفتر فكانت كمن يقترب من شيء محرم … بتأن فتحته و عانقت عيناها لأول مرة كلماته … كان ربما كتب فجلدة دفتره اهداء :

الي امرأة تكره كثرة الحروف حتي فاسمها ارفع هذة العبارات …

انه يكتب لها فهي من اخبره يوما بانها تكره كثرة الحروف و اكثر ما يعجبها فاسمها انه ليس بالامكان اضافة حرف ثالث اليه


ذهبت الي الصفحة الاولي بغريزة امرأة تريد ان تقتل جميع امرأة تشاركها اسمها هو لها … لها و حدها


طويلا انتظرتك هنا


علي ضفة القلب الاخرى


قلت لنفسى اليوم يتسع الوقت


غدا يتسع

ولكنه كان يضيق

فى تلك اللحظة كرهت كل ساعات العالم و كل ما ممكن ان يذكرها بالوقت … كرهت القطارات و المحطات و كل الحاجات التي لا تعرف ان تعيش بلا انتظار … ما الذي فعلته فيه و بها


فكرت ان تتوقف و لكن النساء يدفعن اعمارهن لقراءة عبارات كتبها رجل قبل ان يستفيق من غيبوبة ادخلته فيها نظرة !


تسللت الي الصفحة الاخري … كانت كمن يمشى علي اطراف اصابع … تري ما الذي كانت تخاف ان توقظه … كلماته ام انوثتها !


أتذكرين ذاك الظرف المغلق الذي و صل الي صندوق بريدك مئة مرة


خشيت ان تفتحيه


مئة مره … و لم تتخلى عن حذرك


عن جبنك ….


لم يساورك الفضول مرة


كرهت جبنك


لهذا سأعترف


لقد كنت انا المرسل


اتعلمين ما الرساله ؟


قلبى …

مرة اخري عاد ليوقظ الكراهية فصدرها … كم صارت تكره صناديق البريد … الرسائل المغلقة … لماذا لا يصنفون العبارات المفخخة بالورد و العطر و القبل التي لا تعرف موعد انطلاق فصندوق بريد مجنون تمنع الرسائل التافهة و الرتيبة من الدخول اليه !


تابعت خطاها الحذرة … علي اطراف الاصابع مرة اخري … علي اطراف القلب كانت تمشى … كانت تخفى دقاته …. تري عمن كانت تخفى نبضات قلبها … عن كلماته كى لا تشي فيها ام عن نفسها … لانها كانت تعرف ان المرأة غير الرجل … كانت تعرف ان المرأة حين

تحب تفقد القدرة علي كل شيء الا علي الحب … و كانت تريد الاحتفاظ بقدرتها و لكنه حرفا حرفا كان ينزعها منها … يدخل اليها مع ذرات الاوكسجين … يعانق شبكية عينيها مع الضوء الآتى … كانت تحاول ان تغلق الباب و لكنها كانت محاولات يائسة ليس اكثر … لا ممكن اعتقال الضوء … و البرق اكبر من ان يوضع فزجاجة !


علي اطراف الاصابع تابعت خطاها بتؤدة … اغلقت الباب و راءها بحذر و دخلت الي الصفحة الثالثة … كان عتابا حانيا … اي رجل ذلك الذي لا يعرف الا ان يموت بها و حين اختلطت الامور و لم يعد هنالك من فارق بين القتيل و القاتل فقد تساويا فالجريمة كانت تقرأ كلماته:


هذة رسالة قلما تتكرر لامرأةيستحيل ان تتكرر هى انت … منذ ساعتين و انا اعمل عليها … كدودة قز اقسمتان تأكل الدالية كلها اعمل … كنملة تري الشتاء قاب قوسين او ادني اعمل … كإبر صوف جدتى و هى فسباق مع الشتاء اعمل … منذ ساعتين و أنا احاول اناجد عبارات تليق بجمال عينيك و بمستوي جنونى بك و لكنى فشلت فلماذا تصرين علىأن تكونى اكبر من لغتى ؟!

منذ ساعتين و انا احاول ان امزج الحب بالعتب … كم هو قلبى كبير لك و كم هو و قتك ضيقعلي … كم هو بارد الكون حين لا تكونين معى .. اجزم انهم اخطأوا بحسابالفصول حين تجاهلوا انك حين تبتسمين يأتى الربيع … ابتسامة شفتيك هى التيتعطى الياسمين شرعيته … هى التي تهب زهر اللوز بياضه و زهر الليمون حضوره … و أنك حين تحزنين تمطر السماء فما المطر الا صدي الدموع علي خديك … و أنكحين تهمين بلقائى يأتى الصيف دفعة و احدة … و حين تودعينى تتعري الاشجار ايذانابقدوم الخريف !

من صفحة الي صفحة قضت ليلتها .. دخلت مسام العبارات لتصبح احدث الليل حرفا احدث فابجديته .. كم ما تت انتظارا لحب ظنت انة لن يأتي ـ ما احلى المطر حين يتأخر ! ما اجمله حين يعزف علي اوتار الروح قطرة قطرة يمتص الأرض العطشي بدل ان تمتصه و كأرض عطشي شربتها كلماته….

أغلقت دفتره و وضعت رأسها علي و سادتها و ضمت الدفتر الي صدرها بكل ما بها من جوع

وانتظار لحب تاخر كثيرا فالمجيء … و لكن النساء يعرفن ان الحب الحقيقي كالموت مهما هربن منه فإنه ات مهما طال النشيد … الحب الحقيقي ليس له عنوان ، او صندوق بريد ، او ملامح و جه ، او نبرة صوت ، او موعد مجيء … و لكنه حين يأتى نستسلم له بسكينة الروح حين تستسلم للموت!

وقبل ان تستسلم للرقاد كانت تسترجع طيف العبارات و لكنها كانت تشعر انها بحاجة الي النسيان لا الي التذكر ! غير ان بعض الرجال يسكنون ذاكرة المرأة التي تحبهم كوشم لا تستطيع منه خلاصا..

وحين استيقظت صباحا قررت ان تفتح نافذة القلب للمطر مرة اخري ليغمر الرذاذ اطراف القلب..


كل ثانية =و انت حبيبي


كل ثانية =و الأسود فعينيك يأممني


يشبهك الزيتون و الغابات خصلة من شعرك


اقتلينى من الحب فقط مرضت بك


والعمر المتبقى لا يتسع لأشفي نفسى منك

فشعرت بعدين كأنها خارجة من حمام بخار العبارات و أحست ان شعرها يقطر ابجدية.


غادرت سريرها بسرعة .. قامت بطقوسها الرتيبة التي تمارسها كل يوم و مضت الي فخ الحب فعينيه..

وكان هو طيلة الليل يعرف بغريزة من دفن روحه بين المفردات انها تقرأ … و كان يحسد العبارات لأنها مضت الي مرقدها الأخير فعينيها … ما اشهي ان يعرف من كتب المفردات انها ذاهبة الي صندوق البريد الذي تمني طويلا ان تصل اليه.. كانت هذة اسعد لحظات حياته مذ سقط بالضربة القاضية بكحل عينيها .. كم كانت انانية كلماته اذ مضت الي عينيها دون ان تصطحبه..

نفض عنة كسله الصباحي اللذيذ و مشي الي قنبلته الموقوتة التي تسكن صوتها.


بتحية الصباح الرتيبة بدأ اللقاء بعدها خيم الصمت .


اقتات كل منهما ما امكنه من و جه الآخر بعدها سحرها صمته و أغراها بالبوح .


ـ سحرتنى كلماتك


ـ لم تكن كلماتى سوي هلوسة مسحور مر يوما بعينيك

تورد خداها خجلا و قبل ان تستعيد لذة الصمت مرة اخري قال لها : احبك…

تحولت و قتذاك الي قوس قزح و تناوبت بشرتها علي سرقة الوانه و بصوت خافت تعجز الأذن عن التقاط ذبذباته همست له :


وأنا احبك


ثم تعانقت العينان عناقهما الأول بعد ان عري ذلك البوح نظراتهما المتبادلة من و شاح التردد !


شعرت ان الكرة الأرضية ضيفة عليها و ان ثوب فرحتها سيبدو فضفاضا و لو لبسه الكون كله..


وشعر هو ان الكحل فعينيها اعطي كلماته شرعية البوح و أخرج حروفه من شرنقة عزلتها و أنة صار من الآن فصاعدا بإمكانه ان يغازل المجرة…


فقبل ان تبارك حياته بهذه الحروف الأربعة ( ا ـ ح ـ ب ـ مثل ) كانت كلماته صراخا لا يتجاوز حدود الشفتين اما و ربما قالتها فقد صار بإمكان المفردات امتطاء زرقة البحر … صار بإماكانها ان تعانق شجر الأرصفة .. ان تحمل المطر و تنثره زخة هنا و زخة هناك..

غريب كيف تحول كلمة و احدة تقولها امرأة رجلا من كائن ترابي طوله مئه و ثمانون سنتمترا الي كوكب عملاق تدور ففلكه الكواكب الأخرى..


كلمة احبك التي قالتها نفخت فية الروح بعد ان كانت كل نظرة فعينيها دعوة مغرية للموت..


وافترقا دون ان يعرف اي منهما عدد الدقيقة التي امضياها فالاعتراف .. بعض الدقيقة لا نلتفت لطولها فإن عرض الأحداث بها يجعلها محطة لا تنسي من محطات حياتنا .. دقيقة قليلة كانت كفيلة لتصحح مسار سنوات من الموت انتظارا و لترسم ملامح سنوات ستأتي

معطرة برائحه القرنفل و مخضبه بلون و ردى لشيء اسمة الحب!

وافترقا بعد هذا كثيرا لأنهما التقيا كثيرا…


وفى كل مرة كانا يلتقيان و يفترقان كان يعود الي دفتره ليكتب عبارات و لدت من رحم الكحل فعينيها .. كان كحلها موته و كانت نظراتها تسجية و حين ترمش يشعر بأن كفنا القي عليه و غيبه …


وحين يفرغ من العبارات كان يشتهى العودة اليها فلقد عرفت كيف تربطه بالحبل السري و تشده الي صرتها..


وحين كان تفارقه كان يسكنها حمي امرأة تريد ان تعرف ما ذا فعل رجلها فغيابها..


كانت تسترجع لقاءها كله .. لحظة لحظة تعيد شريط الذاكرة و توقفه علي احب اللحظات الي قلبها…


ـ كيف حالك ـ مسكون بصدي ضحتك ككل يوم ـ اعتذر لقد تأخرت سبع دقيقة ـ كم هى موحشة الدقيقة بدونك ـ ما ذا فعلت اليوم ـ كنت اعد اللحظات لحين القاك ـ صوتك كان حزينا البارحة ـ كل خلاياي تكون حزينة حين ابتعد عنك ـ كم احبك ـ انا احبك اكثر ـ افكر فقص شعرى ـ اياك ان تقتربى من اشيائى ـ ما ذا كتبت البارحة

سعيد انا بدونك ارتشفت قهوتى المرة بسعادة غامرة تخيلى لم انتبه لغيابك كتبت قصيدة كذلك نسيت ان اجعلك بها ـ يا لخيانتى عثرت بين دفاترى علي و ردة حمراء و لكن لم اتذكر بأنك من علمنى تجفيف الورد هل صدقت حقا كل ما و رد من كذب اعلاه

ـ مجنون انت ـ مجنون بك

كانت ذاكرتها تعمل كحجر رحى لا يتوقف كلما و صل الي نقطة البداية بدأت دورة اخري من دوران الذاكرة المشحونة برائتحه … بصوته … بكلماته … بلون عينيه ….

وكانا بأعماقهما يعرفان ان شيئا ما سيحدث فهذا القدر من التوحد فالآخر كان شيئا غريبا علي قلبين اعتادا علي الخفقان بتؤدة و علي ضخ الدم بسكينة ، فالقلب بغير الحب ليس سوي عضلة تزود الخلايا الأخري بالدم المشبع بالأوكسجين لتجبرها علي التنفس.

هذا الحب كان شيئا غريبا علي اجساد لم تعرف من قبل ان النظرات بإمكانها ان تشطر

يتبع …..

عن شئ اسمة الحب

رواية عن شئ اسمة الحب




عن شيء اسمه الحب