قسم عام صور حلوه فوائد رائعة منوعات جميلة

خطبة زينب في مجلس يزيد

خطبة زينب في مجلس يزيد 11717 1

السيدة زينت، خطبة زينب في مجلس يزيد

نص خطبة السيدة زينب بنت على بن ابي طالب رضي الله عنهما.

 

نقل صاحب وفيات الأئمة ۴۵۶ ، في كتابه: خطبة السيدة زينب ( عليها السلام )
في مجلس يزيد في الشام، وهي :

قال الراوي : فقامت زينب بنت علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقالت
:

( الحمد لله رب العالمين ، وصلَّى الله على رسوله وآله أجمعين ، صدق الله

سبحانه ، كذلك يقول : ( ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ
اللهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون ) الروم : ۱۰ .

 

أظننت يا يزيد ، حيث أخذتَ علينا أقطار الأرض ، وآفاق السماء ،

فأصبحنا نُسَاق كما تُسَاق الأسراء ، أن بنا هواناً على الله ، وبك عليه كرامة
.

وأن ذلك لعظم خطرك عنده ، فشمختَ بأنفِك ، ونظرت في عطفك ،

جذلان مسروراً ، حيث رأيت الدنيا لك مستوسقة ، والأمور مُتَّسقة .

وحين صفا لك مُلكُنا وسلطاننا ، فمهلاً مهلاً ،

أنسيت قول الله تعالى : ( وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ
إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ  ) آل عمران : ۱۷۸ .

أمن العدل يا ابن الطلقاء ، تخديرك حرائرك وإِمائك ،

وسوقك بنات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سبايا ، قد هتكت ستورهن
، وأبديت وجوههن .

تحدو بهن الأعداء ، من بلد إلى بلد ،

ويستشرفهن أهل المناهل والمناقل ،

ويتصفح وجوههن القريب والبعيد ،

والدني والشريف ، ليس معهن من رجالهن ولي ، ولا من حماتهن حمي ؟!

وكيف ترتجي مراقبة من لفظ فوه أكباد الأزكياء ،

ونبت لحمه من دماء الشهداء ؟! وكيف يستبطأ في بغضنا أهل البيت ،

من نظر إلينا بالشنف والشنآن ، والاحن والأضغان ؟ ثم تقول غير متأثم ولا مستعظم
:

لأهلّوا واستهلّوا فرحا                              ثم قالوا يا يَزيد لا تشَلْ

منحنياً على ثنايا أبي عبد الله ( عليه السلام ) ،

سيد شباب أهل الجنة ، تنكثها بمخصرتك ، وكيف لا تقول ذلك وقد نكأت القرحة
؟!، واستأصلت الشأفة ، بإراقتك دماء ذرية محمد ( صلى الله عليه وآله ) ،

ونجوم الأرض من آل عبد المطلب ، وتهتف بأشياخك .

زعمت أنك تناديهم ، فلتردن وشيكاً موردهم ،

ولتودن أنك شللت وبكمت ، ولم تكن قلت ما قلت ، وفعلت ما فعلت .

اللَّهم خذ بحقِّنا ، وانتقم من ظالمنا ،

واحللْ غضبك ممَّن سفك دماءنا ، وقتل حماتنا ، فوَ الله ما فريت إلا جلدك
،

ولا حززت إلا لحمك ، ولتردن على رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
، مما تحمَّلت من سفك دماء ذريته ،

وانتهكت من حرمته ، في عترته ولحمته ،

حيث يجمع الله شملهم ، ويلم شعثهم ، ويأخذ بحقّهم : ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ
قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) آل عمران : ۱۶۹
.

وحسبك الله حاكما ، وبمحمد ( صلى الله عليه وآله ) خصيماً ،

وبجبرائيل ظهيراً ، وسيعلم من سوَّل لك ، ومكَّنك من رقاب المسلمين ، وبئس للظالمين
بدلاً ، وأيكم شر مكاناً وأضعف جُنداً .

ولئن جرت عليَّ الدواهي مخاطبتك ، إني لأستصغر قدرك ،

وأستعظم تقريعك ، وأستكثر توبيخك ، لكن العيون عبرى ، والصدور حرى ، ألا فالعجب
كل العجب ، لقتل حزب الله النجباء ، بحزب الشيطان الطلقاء .

فهذه الأيدي تنطف من دمائنا ، والأفواه تتجلب من لحومنا ، وتلك الجثث الطواهر الزواكي
، تنتابها العواسل ،

وتعفرها أمهات الفراعل .

ولئن اتخذتنا مغنما ، لتسدنا وشيكاً مغرماً ، حين لا تجد إلا ما قدمت يداك
: ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ) فصلت : ۴۶ .

فإلى الله المشتكى ، وعليه المعوَّل ،

فكدْ كيدك ، وإسعَ سعيك ، وناصِب جهدك ،

فوَ الله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا تدرك أمدنا ،

ولا تدحض عنك عارها ، وهل رأيك إلا فند ، وأيامك إلا عدد ، وجمعك
إلا بدد ، يوم ينادي المنادي : ألا لعنة الله على الظالمين .

فالحمد لله رب العالمين ، الذي ختم لأولنا بالسعادة والمغفرة ،

ولآخرنا بالشهادة والرحمة ، ونسأل الله أن يكمل لهم المزيد ، ويحسن علينا الخلافة ،
إنه رحيم ودود ، وحسبنا الله ونعم الوكيل ) .

 

 

خطبة زينب في مجلس يزيد

نص الخطبة

خطبة زينب في مجلس يزيد 11717

السابق
حلى النوتيلا كاسات
التالي
قصص خيالية جميلة